زهير ماجد/الميدان ان حكى

يتطلع السوريون إلى جيشهم العربي وهو يتقدم بدون عوائق إلى خياراته التي نضجت بعد طول انتظار عسكري وشعبي. لكأن انقلابا قد حصل ليثبت ان الجيش عندما يريد فهو يفعل، وعندما يتقدم ليس من قوة تقف في وجهه.
نتابع تطورات من النوع المفرح الذي يثلج الصدر حيث صار معنى للسياسة، ومعنى لأيام جديدة. هي الفرحة التي تفوز فيها قلوبنا وتحملها بشاشة وجوهنا، ولا يحار فيها عقلنا. فلقد صنعها الجيش العربي السوري الذي قدر الإرهابيون انهم تأبدوا في المواقع التي يتواجدون فيها، وانهم يأمرون ويطاعون. وان ثمة امكنة أخرى تنده لهم.
ظنوا ان الدنيا تضحك لهم طويلا فإذا بهم يصدقون انهم يصنعون تغييرا في العقل والوجدان، بعدما تمكنوا من ” تحرير ” اراض .. هكذا بكل بساطة فكروا انهم قادرون، فإذا بهم “محتلون” وعصابة وسماسرة .. ظنوا بأن بندقيتهم سوف يكون لها وصية على الشعب السوري، وانه سيهابهم لحظة يقررون التمدد، فإذا بهم اسرى قبضة الجيش العربي السوري الذي يعيد القرى إلى اصحابها، كما يعيد الوطن إلى الوطن، من اجل ان يعيد البسمة إلى وجوه حزينة صفعها الإرهاب واحرجها فأخرجها من ديارها عنوة وبكل قساوة الفاشيست الذين تأخذهم ظنون اللحظة إلى انهم باقون أطول منها.
ثبت انهم ابناء اللحظة فعلا، لم يستطيعوا الاستمرار طويلا في المكان الواحد، وقيل لنا إن الجيش العربي السوري كان يخرجهم من اماكنهم بعد اقل من ربع ساعة أو نصف ساعة أو حتى ساعة من وصولهم إليه.
كان حراكهم يتمدد ويتقلص، يتقدم ويتراجع، بل قيل انهم تقدموا كي يتراجعوا وان ما صنعوه في عقول الشعب السوري ادى إلى تغيير شامل حين أبدوا كل الإجرام بحقه وسلبوه حريته ونزاهته، واوجعوه حين سلبوه خيراته من ارض وبيت وحياة.
اليوم يغير الجيش العربي السوري الصورة كلها .. ثمة حسابات يجب ان يدفعها اهل الإرهاب .. ثلاث وعشرون جنسية مختلفة كما قال الرئيس السوري بشار الأسد من يقاتلون في سوريا. هي أكبر رقم في تاريخ العصيان والإرهاب، فهم بالتالي يستفزون التاريخ الوطني والقومي لسوريا، كما يحصل ايضا مع شعبها الذي يتابع تقدم جيشه العربي طالبا المزيد موعودا منه بتغيير الخارطة العسكرية، ربما إلى الابد، او على الاقل تغييرها كي لا تعود كما كانت تأهبا لمراحل أخرى لن يبقى فيها ارهابي على الأرض السورية.
يقول الميدان السوري كلمته التي تقوى على كل النظريات، والانفعالات الآنية، ليس المهم من يضحك في البداية بل في النهاية .. وها قد دقت ساعة الحساب .. هو نداء الوطن المعذب والشعب الصابر والأم الثكلى والدماء البريئة. فنرجو ان يكون الفصل الذي يأخذ إلى التغيير النهائي رغم معرفتنا اننا ما زلنا على الطريق لطي صفحة الارهاب نهائيًّا من كل ارض سوريا.

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري