يمارس الحلاقون في مقاطعة سيتشوان الصينية فن تنظيف العين بشفرة حادة لعدة قرون. ومثلها مثل العديد من التقاليد القديمة الأخرى، أخذت هذه التجارة الخطيرة في التلاشي ببطء، ولكن وإلى يومنا هذا يقدم بعض الحلاقون هذه الخدمة مقابل 5 يوان (ما يعادل 0.80 دولار أميركي).
وفقا لمقولة قديمة يرددها سكان سيتشوان، فإن تنظيف العينين يجعلك ترى جمال الحياة بوضوح أكبر، وبعض الناس على استعداد لوضع أعينهم تحت شفرة الحلاق الحادة حتى لا يفوتهم شيئاً.
يعود تاريخ عادة تنظيف مقلة وجفون العينين إلى الإخوة تشو تشنغ فو وتشو تشينغ ين، اللذان اتبعا خطى والدهم وبرعا في أسلوب تنظيف مقل العيون والأذنين والرقاب.
ولا يزال عدد قليل من الحلاقين في مقاطعة سيتشوان يمارسون هذا التقليد أبرزهم الحلاق ليو ديوان (53 عاما) الذي يعمل في هذا المجال منذ سبع سنوات. ويقول الحلاق أن هذه التجارة تدر له الكثير، إذ يصطف العملاء في طابور طويل لتنظيف أعينهم كل شهر.
قبل البدء في عملية تنظيف العيون يقوم الحلاق بشفط شفرته الحادة في نفس المياه التي استخدمها لحلاقة رؤوسهم. ثم يفتح أعينهم بيده اليسرى ويمرر الشفرة الحادة يمينا ويسارا داخل جفونهم بيده اليمنى، وبعدها ينتقل إلى مقلة العين ثم الجفن السفلي في عملية تستغرق حوالي 5 دقائق تتدفق بعدها دموع الزبون لتقوم هي الأخرى بدورها في عملية التنظيف النهائية.
بنغ 55 عاما، وهو زبون مخلص يقول أنه لا يتجرأ على تحريك ساكن عندما يبدأ الحلاق ليو تنفيذ عمله السحري، ويؤكد أنه يشعر بتحسن كبير في عينه بعد عملية التنظيف.
ولا يتردد الزبائن في فتح أعينهم لعملية التنظيف بالشفرة نفسها التي استخدمها الحلاق لحلاقة شعرهم ولحيتهم وهي الشفرة نفسها التي يستخدمها جميع الزبائن خلال النهار والتي لا يتم تنظيفها وتعقيمها إلا في الليل عند انتهاء دوام الحلاق. ويكتفي هذا الأخير بوضعها في وعاء من الكحول إلى اليوم التالي. ويقول الزبائن أنهم لا يمانعون ذلك خاصة وأنهم لم يتعرضوا لأي أذى خلال كل السنوات التي استخدموها.
وقال الحلاق ليو في مقابلة له مع صحيفة “تشنغدو بزنس دايلي” المحلية أنه بدأ دراسة فن تنظيف مقلة العين في سن الـ17، وتدرب لمدة ثلاث سنوات قبل ممارسته على الزبائن. وقال انه برع دائما في عمله والسر يكمن في قوة ومرونة معصمه وثبات يده.