سلطان الحطاب/أوباما..شركاء في الزيارة

صورت وسائل الإعلام المغرضة صورتين واحدة من اسرائيل ترحب بقدوم أوباما وأخرى من فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة) تهاجم أوباما وتضع فوق صورته علامة «إكس» اسرائيل روجت لذلك رغم أنها مارست امتعاضها منها وحاولت افشالها قبل وقوعها ولم تكن ترغب فيها أصلاً خاصة اذا ما نفذ الرئيس أوباما وعده بتحريك عملية السلام وضغط من أجل استحقاقها في حين أن الفلسطينيين يأملون من الزيارة مثل هذا الضغط واسناد قيادتهم لتصمد في وجه سياسات الاحتلال القاسية وحرمانهم من أموالهم المحجوزة واستمرار حجز الأسرى والمعتقلين لسنوات طويلة.
اسرائيل توظف ذلك في استمرار التعبئة ضد الشعب الفلسطيني واظهاره غير راغب في السلام في حين تبرز صورتها راعية للسلام رغم كل ما تمارسه من عدوان وجرائم.
الرئيس أوباما سيكون في المنطقة وقد أفصح عن مواقع زيارته ويبقى أن يُفصح عن أجندة هذه الزيارة التي تشهد قراءات مختلفة باختلاف المواقع التي يزورها..ولعل أوباما يدرك أن خطابه في القاهرة وكذلك في تركيا بداية توليه الرئاسة الأمريكية قبل أربع سنوات لم يترجم منه شيئاً وأن وعوده قد تبخرت وأن صورة إدارته لم تصبح أكثر قبولاً في المنطقة بل إن الآمال التي علقت عليه تبددت وتبخرت.
لا نستطيع الا أن نرحب بهذه الزيارة لأهم زعيم في العالم يقود أقوى قوة اقتصادية وعسكرية وتلعب بلاده دوراً هاماً في منطقتنا سواء أعجبنا هذا الدور أو أغضبنا ويبقى أن نحث الرئيس ونطلب منه أن يستمع إلى صوت المنطقة وخاصة العربية وأن ما يقوله الأردنيون من خلال قائدهم في ضرورة أن تقوم عملية سلام حقيقية تخلص المنطقة من تأثير استمرار الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية ومضاعفات ذلك وهي مضاعفات خطيرة عصفت بالمنطقة وما زالت تعصف وقد يؤدي استمرار ذلك إلى غرق المنطقة كلها في صراع لا يتوقف رأينا مظاهرة الآن في أكثر من بلد عربي.. فلو أن القضية الفلسطينية كما قال الملك عبدالله الثاني بعد احداث أيلول سبتمبر 2001 وجدت لها حلاً ما كان يمكن أن يحدث الذي حدث وما زال هذا القول صالحاً في الرد على ما يحدث ويتجدد حدوثه في كل مرحلة تمر بها المنطقة من مخاضات عسيرة
على أوباما الآن وقد تحرر من ضغوط الولاية الأولى أن يتكلم بلغة واضحة تضع نقاطاً على الحروف حتى لا تبقى الكلمات «معجمة» قابلة لأكثر من قراءة وتأويل وحتى لا تظل اسرائيل وحدها تعرب كلام أوباما وتفهمه على طريقتها وفي ضوء مصالحها.
يشعر الانسان العربي الآن بالقهر وهو يرى أن لا وسائل جاهزة أو قائمة أو ممارسة بيد الأنظمة وحتى الشعوب للضغط على الرئيس الامريكي الذي دعى في بداية ولايته الأولى الكثير من الشخصيات العربية التي تعرفه للضغط على الادارة كما تفعل اسرائيل ولكن ذلك ذهب أدراج الرياح وما زال يذهب..فلماذا تغير الإدارة الأمريكية موقفها المنحاز لاسرائيل والمعادي للقضايا العربية طالما لم تواجهها أية مطالب مستندة إلى ضغط وثقل حقيقي سياسي واقتصادي واجتماعي.
لقد أتقنت اللوبيات اليمينية والصهيونية واليهودية والاسرائيلية وسائل الضغط على الإدارة الأمريكية وحتى في التفاصيل الصغيرة التي جعلت مدام أوباما على سبيل المثال تخضع لضغط هذه اللوبيات في حرمان شابه مصرية من التكريم بحجة الإساءة للسامية..
إذن الولايات المتحدة ليست جسماً صلباً وواحداً وانما هي بحاجة إلى أساليب للتعامل معها قد تختلف في محصلتها عما هو قائم رغم أن بعض سياساتها معادية فعلاً للقضايا العربية بفعل نفوذ من يشغلونها.
هذه فرصة ليؤكد الأردن من خلال قيادة جلالة المللك على الموقف الأردني الداعم للحقوق الفلسطينية والمتطلع إلى تسوية سياسية لتحقيق هذه الحقوق غير القابلة للتصرف والمقرة من الأمم المتحدة وهي فرصة للتأكيد على رفض الاستيطان واحتلال القدس العربية وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية التي اعترفت بها معظم دول العالم.
alhattabsultan@gmail.com

شاهد أيضاً

تأثير الصادرات على النمو الاقتصادي* رعد محمود التل

عروبة الإخباري – تُعتبر الصادرات من أهم المحركات للنمو الاقتصادي في الأردن، حيث تلعب دوراً …

اترك تعليقاً